الطفلة وهيبة تومي الأولى في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بمصر


ولدت وهيبة في شهر نوفمبر  من سنة 1997، وسط عائلة بسيطة تكافح من أجل تأمين لقمة العيش، فهي لوالد مكافح يشتغل معلما للقرآن الكريم وهو سر من أسرار نجاحها، رأى فيها حلما لم يحققه،  خاصة بعدما لمس فيها مواصفات الفتاة الناجحة، فهي كثيرة الإبتعاد عن اللغو قليلة الكلام شديدة الارتباط بكتاب الله، وهي عوامل ساعدتها على حفظ كتاب الله في خمس سنوات متوكلة في ذلك على الله وعلى نفسها ثم تقويم والدها، حيث لم تحفظ كباقي الفتيات بمدرسة قرآنية أو غيرها، بل كانت تلتزم منزل العائلة وتأخذ ركنا في كل مساء تعود فيه من الدارسة لتتلو كتاب الله، معتمدة على الطريقة التقليدية التي حفظ بها الأصول وتوارثوها جيلا من بعد جيل، وهي طريقة الحفظ باللوحة. وكانت ''وهيبة'' كلما حفظت 15 حزبا عادت إلى الوراء وأعادت الحفظ من جديد، وهو ما جعل آيات القرآن تترسخ، وبعدما أنهت الحفظ ركّزت على فهم أحكام ترتيل القرآن وتجويده، إلى أن وفقت للتحكم في قراءة القرآن الكريم برواية ورش، ومنذ أن حفظته، واظبت على تلاوته وبشكل يومي، وخاصة بعد صلاة الفجر، وهنا يعترف الجد بأنه يعتبر حفيدته بمثابة منبه العائلة لصلاة الفجر، فلا يسبقها أحد إلى النهوض قبل الاأذان. بعد أن ختمت ''وهيبة كتاب الله'' حفظا وأحكاما، بدأت تحلم بالمشاركة في مسابقة كبيرة للقرآن وهو الحلم الذي لا بد أن يمر عبر المشاركة في العديد من المسابقات المحلية والوطنية، حيث شاركت في أربع مسابقات محلية بسطيف، حصدت فيها المراتب الأولى، ثم شاركت في مسابقة الجائزة التشجيعية لصغار السن سنة 2009، وتم تكريمها حينها من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ثم المشاركة في الأسبوع الوطني الحادي عشر والثاني عشر مع صغار الحفظة فحصدت المرتبة الأولى التي أهّلتها لأن تحقق حلمها أخيرا للمشاركة في مسابقة عالمية للقرآن الكريم، حيث تم اختيارها للمشاركة في مسابقة القرآن الكريم العالمية بالقاهرة، وسط منافسة شديدة من قبل 95 مشاركا من دول عربية كثيرة خاصة مصر، السعودية، اليمن وغيرها، مما أدخل الشك للحظات إلى قلب والدها كمال الذي رافق ابنته إلى مصر. غير أن خوف الوالد قابله ثبات الطفلة وثقة كبيرة في النفس، حتى أن زميلاتها استغربن، حينما كن يراجعن، في الفندق وفي الحافلة في طريقهن إلى المطار وكانت تفضل الاستماع إلى الأناشيد الدينية، وهي عوامل - مثلما تقول وهيبة- ساعدتها على الظفر بمجموع 99 نقطة من أصل 100 وهو ما جعلها تحتل الصدارة التي سمحت لها بأن تحظى بتكريم الرئيس المصري محمد مرسي الذي سأل وهيبة أثناء التكريم عن عمرها فأجابت ''15 سنة'' فتعجب كثيرا وقال لها''بارك الله فيك ودعا لها بالنجاح''.









مشاركة على

aminomas

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 comments :

إرسال تعليق