وصية أب لابنه

وصية أب لابنه
من أجمل الوصايا التى قرأتها .. إذ أنها تحمل بين طياتها الكثير من المعانى الجميلة والفوائد النفيسة والحِكَم البليغة .. حيث يوصى فيها أحد التابعين ابنَهُ ..
 ويُعطيه خُلاصة خبرته فى الحياة  ..
فى سطور قليل عددها عظيم نفعُها .. فأحببت نشرها  ..
لعلكم تستفيدون منها وتنتفعون بما فيها من نصائح ووصايا  وأترككم معها .. 
لما حضرته الوفاة رحمه الله أرسل فى طلب ابنه حتى إذا حضر بين يديه قال له:
 أى بُنى .. اجلس أمنحك وصيتى .. وبالله توفيقك ...
 فإنى أرى داعى الموت لا يُقلع .. وأرى من مضى لا يرجع .. ومن بقى فإليه يَنزِع ..
 وإنى موصيك بوصيةٍ فاحفظها : 
"  عليك بتقوى الله العظيم .. وليكن أولى الأمور بك شكر الله .. 
وحُسن النية فى السر والعلانية ...
فإن الشكور يزداد .. والتقوى خيرُ زاد ...
أى بُنى : لا تزهدَنَّ فى معروف .. فإن الدهر ذو صروف ..
والأيامُ ذوات نوائب .. على الشاهد والغائب ..
فكم مِن راغبٍ قد كان مرغوباً إليه .. وطالبٍ أصبح مطلوباً إليه ..
واعلم أن الزمان ذو ألوان .. ومن يصحب الزمان يرى الهوان ...
أى بُنَىَّ : كُن جَوَداً بالمال فى موضع الحق .. بخيلاً بالأسرار عن جميع الخلق ..
فإن أحمد جود المرء الإنفاق فى وجوه البر .. وإنَّ أحمَدَ بخلُ الحر الضن بمكتوم السر ..
أي بُنَي: وإن غبت يوما على المال فلا تدع الحيله على حال ..
 فإن الكريم يحتال .. والدنيء عيال ..
وكن أحسن ما تكون في الظاهر حالا .. وأقل ماتكون في الباطن مالا ..
فإن الكريم من كرمت طبيعته .. وظهرت عند الإنفاد نعمته
أي بُنَي: وان سمعت كلمة من حاسد .. فكن كأنك لست بالشاهد ..
 فإنك إن أمضيتها حيالها .. رجع العيب على من قالها ..
وكان يقال: ألا ريب العاقل .. هو الفطن المتغافل ..
أي بُنَي: لا تؤاخ امرءا حتى تعاشره .. وتتفقد موارده ومصادره ..
 فإذا استطعت العشرة .. ورضيت الخبرة ..
 فواجه علي إقاله العَثْرَة .. والمواساة في العُسرَة ..

أى بُنَى : إذا أحببت فلا تُشطط .. فإنه قد كان يُقال :
أحبب حبيبك هوناً ما .. عسى أن يكون بغيضك يوماً يوما ..
وأبغض بغيضك هوناً ما .. عسى أن يكونَ حَبيبُكَ يوماً ما ..
وعليك بصحبة الأخيار .. وصدق الحديث .. وإيَّاكَ وصحبةَ الأشرار ."
مشاركة على

oussama

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 comments :

إرسال تعليق